الحوت النافق بالساحل الشمالي.. سبب ظهور الحوت النافق بالساحل الشمالي، ذعر العديد من المصطافين في منطقة الساحل الشمالي، وتلقت الإدارة العامة لمحميات المنطقة الشمالية بوزارة البيئة بلاغًا بالعثور على حيوان بحري نافق بشاطئ خاص بأحد القرى السياحية بالبحر المتوسط، ووجهت الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، بتشكيل لجنة من المختصين لفحص البلاغ بالتعاون مع الجهات المختصة واتخاذ كافة الإجراءات اللازمة في هذا الشأن.
ومن جانبها، أصدرت وزارة البيئة اليوم الأربعاء 19 من يونيو الجاري، بيانًا أكدت فيه أن الحوت من نوع "كوفييه ذات المنقار - Cuvier's beaked whale"، وأوضحت وزيرة البيئة أنه من الأنواع الشائعة بالبحر المتوسط وغير مهددة بالانقراض، وانتهت أجهزة وزارة البيئة من اتخاذ كافة الإجراءات لدفن الحوت النافق بأحد الشواطئ بمنطقة الساحل الشمالي بالبحر المتوسط، وفق الأساليب الصحية الآمنة.
الحوت النافق بالساحل الشمالي
ووفقًا للمعاينات، فإن الحوت النافق في حالة تحلل كامل والذي يصعب معه تحديد سبب ظاهري للنفوق سوي تهتك في منطقة أسفل الرأس، ورجحت الأدلة العملية أن عملية النفوق جرت في المياه العميقة بإحدى دول الجوار منذ أكثر من 15 يومًا، ودفعت به التيارات البحرية إلى الشواطىء المصرية.
كما أوضحت الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، أن مثل تلك الأنواع من الحيتان تسير في مجموعات داخل المياه العميقة في البحر المتوسط للحصول على الغذاء وكثيرًا ما يضل أحد الأفراد من القطيع للبحث عن الغذاء في أماكن أخرى، فيقع في مياه ضحلة تعرضه للإصابة من قاع صخري أو أحد المراكب أو وصوله لمنطقة لا يتوفر فيها الغذاء لفترة طويلة، مما يجعله معرضا للنفوق في حالة انفصاله عن القطيع.
وأشارت وزيرة البيئة، إلى أنه جرى تنفيذ عملية الدفن الآمن للحوت النافق بعد فحصه وأخذ القياسات وتوثيق كافة الإجراءات للاستفادة منها فى البحث العلمي، وذلك بالتعاون مع الجهات المعنية، وأكدت وزارة البيئة أنه لا داعى للقلق تجاه هذا الموضوع، حيث إن الحيتان لا تمثل خطورة على الإنسان كما أنه حدث عارض وارد حدوثه.
عينات الحوت النافق
ووفقًا للفريق العلمى من المعهد القومى لعلوم البحار والمصايد، التابع لوزارة التعليم العالى والبحث العلمى، والذي توجه إلي الساحل الشمالي لأخذ عينات من الحوت النافق كوفييه ذو المنقار، كشفت الدكتورة عبير السحرتى، نائب رئيس المعهد القومى لعلوم البحار والمصايد للشئون الفنية، أنه تم الحصول على عينات من الحوت النافق قبل التخلص منه ودفنه فضلًا عن عينات من المياه المحيطة به لتحليلها والتعرف على معدل التلوث الذي سببه الحوت.
وأشارت الدكتورة عبير السحرتي، في تصريحات لها، أن الحوت النافق كوفييه ذو المنقار والمسمى العلمي له Ziphius cavirostris، هو من الحيتان المسننة وعمره 10 سنوات وطوله يتراوح من 2.5 إلى 3 أمتار، كما أنه يعد العضو الوحيد في فصيلة حيتان سيفي المنقار المجوف.
وتابعت أنه على الرغم من أن هذا الحيوان الثديي يصعد إلى السطح لتنفس الهواء، إلا أنه يفضل الأعماق لأكثر من 1000 و2000 متر تحت سطح البحر، موضحة أن السبب في نفوق حوت الساحل الشمالى، هو قيام رفاس أحد المراكب بقطع زعانف الحوت فاختل توازنه ولم يتمكن من الإبحار وبالتالى مات.
الحوت النافق كوفييه ذو المنقار
ويقدم موقع "صدي البلد" الاخباري خلال السطور التالية، أبرز المعلومات حول حيتان كوفييه ذو المنقار:
- يبلغ طول حيتان كوفييه ذات المنقار 7 أمتار تقريبًا.
- يبلغ وزن حيتان كوفييه ذات المنقار حوالي 3 آلاف كيلو جرام.
- متوسط عمر حيتان كوفييه ذات المنقار حوالي 60 عامًا.
- تنتشر حيتان كوفييه ذات المنقار على نطاق واسع وتظهر في جميع محيطات العالم، وتفضل المياه العميقة.
- لا تنتشر حيتان كوفييه ذات المنقار في القطب الشمالي والقطب الجنوبي.
- تتغذى حيتان كوفييه ذات المنقار بالشفط نظرًا لعدم وجود أسنان للإمساك بفرائسها، وتصطاد حبار أعماق البحار، والأسماك التي تعيش في أعماق البحار في المحيط المظلم.
- تغوص حيتان كوفييه ذات المنقار بسرعة 100 متر في الدقيقة.
- تُرى حيتان كوفييه ذات المنقار في مجموعات مكونة من فردين إلى سبعة أفراد وغالبًا ما تكون بمفردها.
- يعد رأس حيتان كوفييه ذات المنقار مخروطي الشكل، ولديه منقار قصير وأخاديد في الحلق.
- لدى ذكور حيتان كوفييه ذات المنقار أسنان فقط عند طرف الفك السفلي، وغالبًا ما تبرزان مثل الأنياب الصغيرة عند الذكور الأكبر سنًا، بينما لا يوجد لدى الإناث أي أسنان مرئية.
حقيقة خطورة حيتان كوفييه ذات المنقار على الإنسان
ويتساءل العديد عن مدي خطورة حيتان كوفييه ذات المنقار على الإنسان، والحقيقة أنه تقضي حيتان كوفييه ذات المنقار معظم حياتها بعيدًا عن الشاطئ، مما يعني أنها نادرًا ما تتعرض للأنشطة البشرية التي تحدث بالقرب من السواحل، مثل السياحة والترفيه.
ويعد من أحد التهديدات لحيتان كوفييه ذات المنقار هو الضوضاء تحت الماء التي يسببها الإنسان والمرتبطة باستكشاف الطاقة وأنشطة الدفاع، وتؤدي المستويات العالية من الضوضاء إلى أن تصبح هذه الحيوانات السمعية مشوشة، مما قد يؤدي إلى الجنوح والموت.